جمعيةٌ مع الإمام الحسين (عليه السلام) قولاً وفعلاً وأفرادها... أوفياءٌ للنهج الحسيني الكربلائي

منذ سنواتٍ طوال، أخذت جمعية كشافة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) على عاتقها مهمة إحياء عاشوراء للأطفال والناشئة بطرقٍ متنوعةٍ جاذبةٍ ومحببةٍ لقلوبهم، فأقامت الإحياءات المتنوعة وسعت لتجعل كربلاء الإمام الحسين (عليه السلام) منهج حياة وسبيل الفلاح...

2020-08-18

منذ سنواتٍ طوال، أخذت جمعية كشافة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) على عاتقها مهمة إحياء عاشوراء للأطفال والناشئة بطرقٍ متنوعةٍ جاذبةٍ ومحببةٍ لقلوبهم، فأقامت الإحياءات المتنوعة وسعت لتجعل كربلاء الإمام الحسين (عليه السلام) منهج حياة وسبيل الفلاح.

ولأنه الإمام الحسين (عليه السلام) مصباح الهدى وسفينة النجاة، لم تغفل الجمعية هذا العام عن الإحياءات العاشورائية بل سعت كعادتها قبل بداية عاشوراء للاستعداد والتحضير بكل الوسائل الممكنة، ولم تمنعها الظروف الصحية التي تمر بها البلاد أن تُعلن عن جهوزيتها لإطلاق الأنشطة العاشورائية لهذا العام رغم اختلاف الطرق والأساليب.. عن التحضيرات والجهوزية لعاشوراء الحسين (عليه السلام) وإطلاق الفعاليات حدّثنا مفوّض البرامج العامة في الجمعية الشيخ محمد السبلاني...

 

في البداية لماذا أصرت الجمعية على تنفيذ الإحياءات العاشوارئية ولو عن بعد؟

خلال العقدين الأخيرين، أصبح الإحياء العاشورائي للناشئة جزءًا لا يتجزأ من مشهد الإحياء العام لعاشوراء. وقد أسفر الإحياء عن انجذابٍ غير مسبوق، وحضورٍ منتظمٍ وتصاعديٍّ للناشئة في الأنشطة العاشورائيّة. وجرى إرساء هيكليّةٍ مناسبةٍ للإحياء العاشوارئي للناشئة وسلسلة برامج وأنشطةٍ فعالة ومشوّقةٍ ومحبّبة. وبالتالي فإنّ الفتية والناشئة ينتظرون هذا الموسم المليء بالقيم والعبر والجاذبيّة.

وأمام الواقع الحالي لهذا العام، وحفاظًا على سلامة أبنائنا وبقائهم في المنازل، اعتمدت جمعيّة كشّافة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في برنامجها للإحياء العاشورائي للناشئة على مسارين متكاملين:

الأول: أنشطةٌ تفاعليّةٌ عبر تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي (الواتساب والتلغرام والفايسبوك واليوتيوب).

الثاني: بثّ حلقات عاشورائيّة من إنتاج الجمعيّة على قنوات تلفزيونيّة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

 

لماذا اختيار شعار أوفياء؟ ما هي أهم دلالته؟

"أوفياء" هو الشعار العاشورائي لهذا العام الذي اعتمدته الجمعيّة. ويرتكز مفهوم الوفاء في صلب الرسالة الحسينيّة العاشورائيّة، وهو سرٌّ من أسرار إحياء الثورة حتّى يومنا هذا، تجسّد الوفاء في كربلاء بكلّ تجلّياته، حيث تمسّكَ الإمام بدوره، وثبت على مبادئه ومواقفه.

شعار "أوفياء"، يضعنا أمام مسؤوليّة الوفاء لنهج كربلاء، كبارًا وصغارًا، هذه الواقعة التي كانت من أجل الحياة الطيّبة والكريمة وصناعة الإنسان. واعتماده في ظلّ الظروف الصحيّة والاجتماعيّة الصعبة، يذكّرنا دائمًا أنّ الوفاء لنهج الإمام الحسين (عليه السلام) يتخطّى كلّ العقبات والصعوبات، وأنّ مأتم أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) حيٌّ في نفوسنا، ومنازلنا، مهما اشتدت البلاءات علينا وكثرت.

 

ماذا تضمنت التحضيرات للإحياءات العاشورائية؟

عملت الجمعيّة خلال الشهرين الماضيين على إعداد "دليل الإحياء العاشورائي للناشئة 1442هـ" ويتضمّن أهداف البرنامج والقيم والأغراض التربويّة التي سيسعى إلى تحقيقها، بالإضافة إلى نوع الفقرات في المجلس اليومي التفاعلي. ويشكّل هذا الدليل المظلّة للفقرات والمواد المنتجة.

وأيضًا تمّ إعداد ثلاثين نشاطًا تفاعليًّا للمراحل الكشفيّة، تنفّذ عبر تطبيق الواتساب، وكلّ مجلسٍ يوميّ يساهم في تحقيق قيمةٍ تربويّة، ويوفّر فرصةً للمشاركين بالتعبير والتفاعل والمشاركة وتقديم بعض الفقرات. وستتوفر هذه الأنشطة وموادها على موقع منتدى مهدي الكشفي (في المخيم العاشورائي).

وجديد هذا العام هو إنتاج عشر حلقاتٍ تلفزيونيّة، مدّة كلّ حلقةٍ أربعون دقيقة، وتتضمّن فقراتٍ متنوّعةً يجمعها خطٌ دراميٌ وفواصل إعلاميّة، وستقدّم السيرة العاشوارئيّة بطريقة الحكواتي. ويعتبر هذا الإنتاج الأوّل من نوعه في الإحياء العاشورائي.

 

ما هي الفرق أو الجهات العاملة في الإحياءات العاشورائية؟ وكيف كانت مسارات العمل؟

هذا الإنجاز هو نتيجة تراكم جهود، بدءًا من التحضيرات العامّة في لجنة الأنشطة والمناسبات في المفوضية العامّة منذ مطلع العام، إلى إعداد البرنامج العاشورائي والأنشطة التفاعليّة من قِبل مفوضية البرامج العامّة ونشرها على موقع منتدى مهدي الكشفي، وإعداد مواد الفقرات الفنيّة (مجالس العزاء بطريقة الحكواتي، والقصص العاشوارئيّة، وأنشطة الأوريغامي، وأنشطة فنّيّة يدويّة) من قبل مفوضية الفنون والمواهب.

وتولت مفوضية الإعلام إعداد الحملة الإعلاميّة العاشورائيّة ومتابعة إنتاج الحلقات التلفزيونيّة بالتعاون مع مفوضيات المناطق، وبثّها على القنوات التلفزيونيّة، ومتابعة التغطية والإطلالات الإعلاميّة. وأعدّت مفوضية المعلومات الاستمارات والتقارير اللازمة لمواكبة الإحياء العاشورائي. وواكبت مفوضية الأنشطة الثقافيّة برنامج الإحياء.

والجدير بالذكر أنّ مفوضيات المناطق شرعت بتنفيذ اللقاءات التحضيريّة للإحياء العاشورائي، على مستوى العمداء والعميدات، وعلى مستوى القادة والقائدات، وشكلت لجان متابعة ومواكبة.

ماذا ينتظر الأطفال والناشئة في لبنان وخارجه هذا العام في عاشوراء؟

من المتوقّع أن ينال البرنامج هذا العام إعجاب المشاركين ورضاهم لوفرة الفقرات الفنّيّة فيه (حكواتي، قصص عاشورائيّة، أناشيد، أنشطة فن طي الورق (أوريغامي)، أنشطة فنّيّة يدويّة (كرافت)،... بما يساهم في رصد مواهبهم وتنميتها والعمل على تطويرها مستقبلاً.

بالإضافة إلى تقديم مجالس متخصصة بحسب الفئات العمريّة (6-8 سنوات، 9-11 سنة، 12-14 سنة)، بما يراعي الخصائص العمريّة في مسألة فهم واحتواء المعاني والمواقف العاشورائيّة، والاستغناء عما لا يستطيعون إدراكه.

والميزة الأساسيّة للإحياء هذا العام، هو فرصة التفاعل الواسع، حيث يستطيع جميع المشاركين إلقاء قصيدة، أداء خاطرة، تقديم لطمية، تلاوة قرآنيّة، أداء نشيد،... من خلال مجموعة الواتساب، ولا يقتصر التقديم خلال ساعة من الزمن. إضافةً إلى الاستفادة من الكشفيين أنفسهم في تقديم بعض فقرات النشاط العاشورائي. وسينال المميزون الأوسمة التي يستحقونها وجوائز عديدة.

وتبقى جاذبيّة الإمام الحسين (عليه السلام) هي التي تجذب بشكلٍ رئيسي الفتية والناشئة، الذين تتوقد الحرارة في قلوبهم شعلةً لا تنطفئ أبدًا.

 

ماذا تعدون الأهالي فيما خص تأثير الإحياءات العاشورائية على أولادهم هذا العام؟

يحتاج إنجاز هذا البرنامج إلى تعاون الأهل مع القادة والقائدات، وهم يدركون تمامًا أنّ مشاركة أبنائهم في الأنشطة العاشورائيّة المختلفة ستؤثّر على ترسيخ القيم الإسلاميّة والأخلاق الاجتماعيّة والسلوكيّات التربويّة، لا سيما الشكر، وقضاء الحوائج، والجهاد، وطلب العلم،... بالإضافة إلى تعزيز العلاقة بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وتقديم المنهج الحسيني كفهمٍ متميّز لحركة التمهيد وترجمته في السلوك العملي، وبناء الوعي وربط الإحياء العاشورائي بالواقع الحالي.

وسيساهم البرنامج في زيادة المعرفة الدينيّة، وتعزيز المعرفة بأصل قضية عاشوراء وأسبابها، وتوضيح الدروس والعبر المستفادة منها، وتكريس المودّة للإمام الحسين (عليه السلام) ولأصحابه، وتبيان خصائص شخصياتهم العظيمة. وهذا البرنامج يأتي امتثالًا لأمر الإمام الصادق (عليه السلام)، وبتوصية من أئمة الهدى (عليهم السلام).

إذاً فإنّ جمعيّة كشافة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سعت إلى ابتكار طرق جديدة لينهل الجميع من مدرسة عاشوراء، ويواسي الأطفال والناشئة أهل البيت والأئمة الأطهار (عليهم السلام) على مصاب سيّد الشهداء (عليه السلام)، وأضافت إلى حرارة المصاب –هذا العام- حسرة الحرمان من حضور المجالس التي يردّد فيها الأطفال والناشئة النداء بصوتٍ واحد: "نحن أنصارك، وأوفياءٌ لنهجك، وكلّ يوم عاشوراء، ولبيك يا حسين".

3892 مشاهدة

مشاركة

twitter