ألزم وباءُ الكورونا العالمَ على تغييراتٍ سريعةٍ وجديدةٍ لتتماشى مع الظروف الراهنة، بما فيها التغييرات التي طالت تنفيذ الأنشطة التدريبيّة في جمعية كشافة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه). وفي هذا المجال، أطلقت مفوضيةُ التدريبِ أسلوبَ الأنشطةِ التدريبيةِ عن بعد.
فما هي هذه الأنشطة وكيف تتم؟ وما هو الهدف منها؟ هذه الأسئلة وغيرها حملناها في حوارٍ مع أمينة إعداد برامج الإختصاصات في مفوضية البرامج العامة الأخت أسماء زراقط..
1 – ما هو أسلوب الأنشطة التدريبية عن بعد؟ وهل بدأ مع بدايات الحجر المنزلي أم هو معتمدٌ في الجمعية منذ السابق؟
جمعيّة كشّافة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) أعدّت نظامًا خاصًّا بالتدريبِ عن بعد عام 2015م، وصدرَ في دليل منهاجِ تنميةِ القيادات عام 2017م، يتضمنُ تعريفَ التدريبِ عن بعد، كيفيّة تلافي أبرز عيوبه، آلياته، مهام الجهات المعنية، أشكال الاختبار،...إلخ. وقد جاء فيه تعريفُ التدريبِ عن بعد: هو شكلٌ تدريبيٌّ قائمٌ على التواصل المتزامن بين المدرّب والمتدرّب، بالاعتماد على التطبيقات الإلكترونيّة التي تعمل عن طريق الانترنت؛ لإكساب المتدرّبِ المعارفَ والاتجاهاتَ والمهارات الملائمة، بما يلبّي احتياجاته التدريبيّة المقررّة في منهاج تنمية القيادات.
وبالتالي، يتبيّن أنّ التدريب عن بعد في جمعيّة كشافة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ليس وليدَ الحجر المنزلي؛ بل إنّه تمّ التحضير والاستعداد له سابقًا، سواءً على مستوى الآليات أو اعتماد التطبيقات وإعداد أدلّة لاستعمالها، وإعداد حقائب تدريبيّة تدرّب عن بعد.
وقد تمّت خلال السنوات الماضية تنفيذ مجموعة ورشٍ للمدربين حولَ تطبيقِ الفصول الافتراضيّة (Wiziq)، وتنفيذِ ندواتٍ ولقاءاتٍ أونلاين على صفحة منتدى مهدي على الفايس بوك، وكذلك المخيمات الإلكترونيّة التي كانت تنفّذ على صفحة المنتدى، وبالإضافة إلى عقد الاجتماعات.
وعندما حانت الفرصة الفعليّة لتطبيق التدريب عن بعد، عمدت الجمعيّةُ إلى تنفيذ عشرات الأنشطة التدريبيّة عن بعد، فتمّ خلال الأسابيع الثلاثة الماضية تدريب ما يزيد عن 2000 قائد وقائدة عن بعد باستعمال تطبيقات المحادثة كالواتساب، وتطبيقات المكالمات الفيديويّة: كتطبيق زوم (Zoom, Wiziq ، Hangouts،...).
2 – ما هي الآلية المعتمدة للتدريب عن بعد؟؟
حدّدت الجمعيّة آليات للتدريب عن بعد، حيث قامت بتحديد البرامج والتطبيقات الخاصّة بالتدريب عن بعد، ومن ثمّ قامت بتدريب المدرّبين والمدرّبات عليها، وإنتاج المتونِ التعريفيّة بها، ونشرها للعموم، وبادرت الأكاديميّة الكشفيّة لتقديم أنشطةٍ تدريبيّةٍ لعموم المدرّبين والمعلمين بما يتعلّق برفع كفاءتهم للتدريب والتعليم عن بعد ((zoom)، (Google form)،...). كما قامت بتحديد الأدوار والمهام للجهات المعنية بالتدرب عن بعد، فأعدّت مفوضية البرامج العامّة أدلّة لتنفيذ الأنشطة التدريبيّة عن بعد، وتابعت مفوضية التدريب ومفوضيات المناطق تنفيذ تلك الأنشطة.
واعتمدت الجمعيّة مجموعةَ سياساتٍ للاستفادةِ من الفرصة الحاليّة، أبرزها: التركيزُ على تطويرِ قدرات المدرّبينَ والقادة في استعمال تطبيقات التدريب عن بعد، ومواكبة التجارب والتقنيات المتعلّقة بالتدريب عن بعد، والتركيز على استعمال التطبيقات المجانيّة والمتوفّرة لدى المستهدفين، والسعي لتلافي عيوب التدريب عن بعد، والتطوير الدائم لآليات تنفيذ الأنشطة التدريبيّة عن بعد، بالإضافة إلى التدرّج في التنفيذ بما يتناسب مع الإمكانيات والمواد المتوافرة، وتمّ إعطاء الأولويّة للاحتياجات التدريبيّة للقيادات الميدانيّة والاحتياجات التدريبيّة العاجلة.
3 – كيف تفاعل المتدربون معها؟ هل لاقت رواجاً إيجابياً عند المتدربين؟
المتدرّبون في بداية الأمر أشكلوا على مسألة التدريب عن بعد، فقد برزت لديهم عدّة مخاوف أبرزها كيفيّة استعمال التقنية والظهور على الكاميرا مباشرةً وغيرها. ولكن مع مرور الوقت, بتنا نلتمسُ التفاعلَ والمشاركة، وقد لاقى التدريبُ عن بُعد رواجًا. وبالتالي تتفاوت رغبة المشاركين وقدرتهم على استعمال تقنيات التدريب عن بعد، والتفاعل فيما بينهم. ويعاني البعض من ضعف الانترنت (مما يؤثّر على وضوح الصوت، أو الانقطاع للحظات عن النشاط،...)، أو عدم توفّر خدمة الانترنت المناسبة لتشغيل بعض التقنيات.
في الختام، ورغم أهمية التدريب عن بُعد في مثل هذه الظروف، يبقى التدريب المباشر له الحظّ الأوفر في التواصل الإنساني وبناء الاتجاهات، لكن هذه الفرصة ستساعد على تكريس واقع التدريب عن بعد كعامل مساعد في تلبية الاحتياجات التدريبيّة، كما ينبغي أن لا يغيب عن أذهاننا إرشادات الاستعمال الآمن والمفيد للانترنت والتكنولوجيا.