تحقيق | برنامج نشاطك ببيتك: مبادرةٌ إبداعيّةٌ في مواجهة تداعيات أزمة الكورونا |

في ظلّ انتشار وباء كورونا، وإغلاق المدارس والجامعات والبقاء في المنازل وفقًا للتدابير الوقائيّة والاحتياطيّة للسيطرة عليه، وحيث أنّ جمعيّة كشّافة الإمام المهدي

2020-04-29

في ظلّ انتشار وباء كورونا، وإغلاق المدارس والجامعات والبقاء في المنازل وفقًا للتدابير الوقائيّة والاحتياطيّة للسيطرة عليه، وحيث أنّ جمعيّة كشّافة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) تسعى دائمًا لمواكبة أفرادها في مختلف الظروف، باشرت الجمعيّة منذ اللحظة الأولى لمواكبة المرحلة الراهنة والتصدّي لها، فكانت الأنشطة التوعويّة حول فايروس كورونا والارشادات الصحيّة اللازمة، ومن ثمّ تأهيل وتوجيه القادة على أساليب وطرق مواكبة الأفراد خلال الحجر المنزلي وتنفيذ الأنشطة وإحياء المناسيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 وفي هذا الإطار، تنفذ الجمعية منذ بداية الأزمة مشروع نشاطك ببيتك، عرّفتنا عليه أمينة إعداد برامج البراعم والأشبال في مفوضية البرامج العامة الأخت صبحيّة حراجلي.

1 – بدايةً ما هو مشروع "نشاطك ببيتك"؟

انصبت جهود القادة والقائدات في الجمعيّة على تنفيذِ أنشطةِ المراحلِ الكشفيّةِ عن بعد بطرقٍ وأساليبَ إبداعيّةٍ ومبتكرةٍ وجديدة، وهنا لا بدّ من الإشارة لعاملٍ أساسيٍّ سهّل سرعةَ مواكبةِ المرحلةِ الراهنة,  ألا وهي أنّ مفوضية البرامج العامّة ومنذ أعوامٍ  توفّر للقادة والقائدات جميعَ المواد والاصدارات والمحتويات التدريبيّة إلكترونيًّا عبر منتدى مهدي الكشفي. كما أنّ فكرةَ التدريبِ عن بعد معتمدةٌ في الجمعية منذ عام 2015م.

ومن ضمن المشاريع التي قدّمت لتوجيه عمل الأفواج وتسهيل مواكبة مسارات المراحل وتحقيق المطالب، كان برنامج "نشاطك ببيتك" الذي أطلقته مفوضية البرامج العامّة، والذي هو عبارةٌ عن دليلٍ توجيهيٍ يتضمّن الأغراضَ التربويّةَ التي يمكن للأفرادِ تحقيقَها ذاتيًّا خلال فترة الحجر المنزلي ومن خلال أنشطةٍ تفاعليّةٍ عن بعد، مع توجيه القادة والقائدات حولَ طريقة التأكّد من تحقيق المطالب من قبل الأفراد.

2 – هل يساهم هذا المشروع بملأ معظم أوقات فراغ العناصر داخل منازلهم؟

بعد التواصل مع العديد من الأفواج واستطلاع رأيهم حول تفاعل الأفراد مع مشروع "نشاطك ببيتك"، وجدنا تفاوتًا بدرجة التفاعل من فوجٍ الى آخر، ففي بعض الأفواج كانت نسبةُ التفاعلِ مرتفعةً جدًّا، بينما انخفضت في أفواجٍ أخرى، وذلك يعود لعدّة عوامل، ومنها: توفّرُ الانترنت بالمستوى الكافي لدى أولياء أمور الكشفيين، وانشغال الأفراد بمتابعة التحصيل المدرسي عن بعد، أو جهوزية قادة المراحل على التواصل مع الأفراد ومواكبتهم،...

وقد ساهم برنامج "نشاطك ببيتك" بملء أوقات فراغ الأفراد بأنشطةٍ هادفةٍ ومفيدة، وتكريس عاداتٍ وسلوكيّاتٍ حسنة، وتطويرِ المعارف الثقافيّة، إضافةً على حثّ وتدريب الأفراد على السعي الى تحقيق مطالب السجل الكشفي بشكلٍ فرديّ وبالاعتماد على نفسه.

3 – من المعروف أن العنصر الكشفي عندما ينتهي من تحقيق إحدى مطالب سجل التقدم يقوم القائد بتوقيعه. لكن اليوم باعتبار أن الأنشطة تقام من داخل المنازل. ما هي الآلية التي يتم من خلالها تثبيت المطلب المحقق لدى الفرد الكشفي؟

 في هذه الفترة تركز دورُ القائد على التوجيه والتثبّت من تحقيق المطلب، وذلك عبر عدّة طرقٍ قدُّمت في برنامج "نشاطك ببيتك"، وهي كالآتي:

  • عبر التواصل المباشر مع الأهل والاستفسار والتأكّد من تحقيق الكشفي للأغراض التربويّة وخصوصًا السلوكيّة منها.
  • عبر التسجيل الصوتي عبر الواتساب للأغراض المعرفيّة التي تتطلّب تعداداً أو حفظاً،...
  • عبر التصوير (فوتو أو فيديو) للأغراض الفنّيّة أو المهارات،...
  • عبر الحديث والأشطة التفاعليّة عبر مجموعات الواتساب للأغراض التي تتطلّب مناقشةً وشرحاً من قِبل القائد.

4 – هل من دورٍ للأهل في هذا المجال؟

تجدر الإشارة هنا إلى الدور البارز الذي حقّقه برنامج "نشاطك ببيتك" في توطيد العلاقة بين الأهل والقادة؛ وذلك عبر التواصل الدائم مع الأهل وإطلاعهم على الأنشطة التي تُنفّذ من قِبل الكشّاف، وكيفيّة متابعة أبنائِهم في هذه الظروف، والتعاون الذي حصل في مواكبة تحقيق المطالب، وأحيانًا مشاركة الأهل في بعض الأنشطة مثل أنشطة إحياء المناسبات والورش التفاعليّة.

وفي السياق نفسه، ومع انطلاق شهر رمضان المبارك أطلقت مفوضية البرامج العامة نشاطك ببيتك 3 وهو دليل الأنشطة الذاتيّة والتفاعليّة خلال شهر رمضان المبارك، يساهم في توعية الفتية والناشئة، وتقديم الدعم اللازم لهم خلال الوضع الصحيّ المستجد وبقائهم في المنازل، واستثمارًا لأوقاتهم بأنشطةٍ مفيدةٍ وهادفةٍ، واستفادةً من بركات شهر رمضان المبارك.

في الختام، يمكن القول أنّ الأنشطة عن بعد عامةً، وبرنامج "نشاطك ببيتك" خاصّةً لاقى تفاعلاً كبيرًا لدى الأفراد، وتمكّنت الجمعية بعون الله تعالى من تحويل تهديد فايروس كورونا والأزمة الصحيّة العالميّة إلى فرصةٍ لتأهيل وتدريب كادرها، وزياردة خبراتهم بالتدريب عن بعد، واستثمار فترة العطلة المدرسيّة بتعزيز التواصل مع أفرادها، ومواكبتهم وتوطيد العلاقة والتواصل مع الأهل، وابتكار أساليبَ وطرقٍ جديدةٍ وحيويةٍ في تنفيذ الأنشطة وإحياء المناسبات. كما ولوحظ اهتمام وتفاعل الأفراد في المشاركة بالأنشطة وتحقيق مطالب سجل التقدم.

4710 مشاهدة

مشاركة

twitter